الخميس، 26 مارس 2009

حلم ليلة شتاء


هطلت الأمطار بغزارة شديدة فى تلك الليلاء من ليالى الشتاء القارصة البرودة و التى جاءت مصاحبة لعاصفة رعدية لم تشهد البلاد مثيلا لها من قبل..
و قبع الناس جميعا فى بيوتهم ، فما من عاقل أو حتى مجنون يستطيع الخروج فى هذا الجو الرهيب أو حتى يغامر بالنظر من خلف زجاج نافذته..
إلا هو..
حازم..
وقف حازم يتأمل تلك العاصفة الرعدية و الصواعق الكهربية ، و التى اشتركت مع ضوء البرق و ظلمة الليل الحالكة فى صنع صورة من صور الرعب المجسم المخيف , التى تخيف أشجع الشجعان إلا هو ..
فقد وقف يتأمل ذلك فى مزيج من النشوة و القسوة ..
مزيج عجيب قلما يتولد فى قلب أحد خاصة فى تلك الليلة ..
طالما راوده الأمل فى أن يكون لديه مثل هذا الإحساس إلا إنه لم يحدث ..
فقد كان طيلة عمره جبانا ضعيف الشخصية يهاب المشاكل..
ويهاب كل من هو أقوى منه و يتحاشاه..
حتى و إن تسبب ذلك فى إهانته و ضياع حقه و كرامته ..
كان يهاب المواجهة و يخشاها كخشية الموت أو أشد..
حتى جاءت اللحظة..
اللحظة التى انتظرها طيلة أعوام عمره ..
لحظة التغلب على الضعف و الهوان ..
لحظة المواجهة التى ستجعل منه إنسانا مهابا لا يجرؤ أى كائن على مواجهته أو عصيان أوامره ..
و فعل ما خشى طيلة عمره أن يفعله ..
و خرج من بيته..
وأدرك أنه شجاع مهاب لا يخشى أى شئ أخر و يخشاه الناس ..
فمن العاقل الذى سيجرؤ على الخروج فى مثل هذا الجو الرهيب ، وقف وهو منتشى سعيد بهذا الانتصار الجبار الذى حققه..
حتى..
أصابته تلك الصاعقة التى هوت عليه من عل و لم تتركه إلا و هو كتلة متفحمة من اللحم البشرى ..
و انتفض جسده انتفاضة مفاجئة و عنيفة, و لكنه اكتشف الحقيقة..
الحقيقة الحلوة هذه المرة , و هى أنه كان يحلم ..
و أى حلم هذا..
انه حلم التغيير..
حلم تغيير الذات..
حلم ليلة شتاء.


                                                                                                              تمت بحمد الله