الثلاثاء، 14 أبريل 2009

الشئ

سيقتله..
سيقوم بتدميره ، و تمزيقه اربآ اربآ فور رؤيته إياه ..
كم كره هذا الشئ البغيض الذى كثيرا ما نغص عليه حياته و تسبب فى مصرع والده ..
لا بد من وضع حدا لهذا الشئ اللعين ..
دارت هذه الأفكار فى رأس حمدان وهو يتنقل بين داره و الجرن الخلفى طيلة الليل لها لعله يراه..
لقد اختفى ذلك الشئ اللعين فور أن قررت أن أتربص به ..
لا بد أنه يراقبنى ..
لا ريب أنه علم بذلك فى أعقاب شرائى للبندقية التى دفعت ثمنها من الأرض التى بعتها ..
هذا بالتأكيد ما حدث علم مثل ما علم الجميع ..
و لكن ما العمل ..؟
يجب أن أبحث عن وسيلة لإظهاره ..
هل أتحداه..؟
لا ..
لن يجدى ذلك نفعا فما إن أقف أمامه وجها لوجهه حتى يقوم بتمزيقى شر ممزق و لن أجد الوقت الكافى لعمل أى شئ ..
ما العمل إذن وظل حمدان ينتظر و يفكر حتى دوت تلك الصرخة التى شقت سكون الليل أتيه من ناحية الدار ..
إنها أمى لابد أن ذلك اللعين عاد ليقتل أمى ..
و لكن لا لن يحدث هذا سأقتله و أنقذ أمى و أنتقم لأبى و اندفع يجرى تجاه الدار ..
و فجأة تسمر حمدان مكانه فقد كان يقف أمامه وجها لوجه لأول مرة وأخذ يتأمله انه ذو هيئة عجيبة لا يستطيع أنة يصفها فهى مزيج من الإنسان و بعض الحيوانات ..
لابد أنه من الجن ..
هذا أكيد فهم وحدهم القادرون على فعل مثل تلك الأفعال ..
ماذا دهانى يجب أن أقتله..
تحرك ذلك الشئ ببطء و هو ينظر لحمدان بعينين براقتين قائلا سأكمل انتقامى و أقتلك أنت و أمك تحدث الشئ بلغة غريبة لا يدرى حمدان ما هى و لكنه فهم ماذا يقول كيف هذا ماذا يحدث من أنت ..
و انقض الشئ انقضاضة مفاجئة على حمدان الذى صرخ صرخة هائلة من الفزع و أطلق النار و سقط الاثنان أرضا وهنا أدرك تلك الحقيقة المرة انه أيضا شئ أخر ..
أمه التى أطلقت عليه النار هى أيضا شئ أخر مخيف بشع سيقتله أيضا ، و أطلق النار للمرة الأخيرة و أسلم الروح ..
تجمع أهل القرية حول دار حمدان و تأملوا الجثث الثلاث ، و هم يرددون مسكين يا حمدان أنت و أمك لقد قضت عليكما العفاريت .. 
إن هذا المكان ملعون و يجب إحراقه ..
و اندلعت النيران بعد أن قهر حمدان الشئ الذى لم يعلم عنه سوى أنه مخيف ..
مخيف ..
و فجأة دوت صرخة هائلة أيقظت كل من بالمنزل و هرع الجميع الى حجرة حمدان الذى و جدوه جالسا على فراشه ، و هو يتمم ببعض آيات القرأن الكريم و عندما سألوه عما به أجابهم قائلا ..
إنه كابوس ..
كابوس مرعب ..
كابوس اسمه الشئ.

                                                              تمت بحمد الله