الأحد، 21 مارس 2010

مصر

مصر..
يا له من اسم جميل نتغنى به جميعا و نذوب عشقا فيه و فيها..
و أتساءل لماذا..؟
هل لأنها الوطن.. ؟
هل لأنها المأوى.. ؟
هل لأنها كنانة الله فى أرضه..؟
هل ، و هل.. التساؤلات عديدة و لا أجد لها أية إجابة على الرغم مما يحدث لنا على أرضها ..
نحن الآن فى مصر نعيش السواد و الذل و الفقر و الهوان لصالح من و لمصلحة من..
لا نعلم ..
كم من دماء طاهرة لشهداء هذا الوطن أريقت و لا تزال تراق على أرضها الطاهرة و من اجلها و تناسيناها بإرادتنا على مر الأيام ..
كم من بطولات قام بها هذا الشعب بعقوله و جنوده و تناسيناها أيضا بإرادتنا دون أن نلقى لها بالا أو نكرم أصحابها أو حتى نذكر هذا العمل..
إن الشعوب الأخرى التى لها تاريخ عريق تتغنى بالماضى ، الحاضر ، المستقبل و تعمل و تكد ، و تذكر علمائها ، جنودها ، مفكريها ، و مبدعيها فى جميع المجالات و تتغنى بهم و تمجدهم , و تذكر تاريخها و تعلمه لنشئها لكى تنال الاستمرارية والبقاء ومن ثم الارتقاء..
أما تلك الأخرى التى لا تملك أي تاريخ قامت بصنعه و كذلك صنعت الأمجاد و البطولات , وتتغنى بكل ما هو غال و حقير فى نفس الوقت ، وأصبحت هى صانعة البطل الذى أصبح هو مقياس البطولة ذاتها..
أما نحن ..
فنتغنى بأننا أحفاد الفراعنة العظام و تناسينا حاضرنا و مستقبلنا ، و تغنينا بماض سحيق ..
لماذا لا يحترم العلم و العلماء فى بلادنا ..؟
لماذا نطرد عقولنا و لا نعرف عنهم شيئا إلا عندما نتفاخر بأعمالهم لدى غيرنا .. ؟
لماذا تقطع الألسنة ..؟
لصالح من يحدث ذلك ..
لصالح من تقتل الحريات و الإبداع ..
لصالح من نقتل الإرادة و الشخصية ،و نربى أنفسنا و أطفالنا على القدرة على عدم اتخاذ القرار ..
على عدم الإبداع ..
على السير بداخل الحائط ، و إلا ستطير رؤوسنا ..
لماذا أصبحنا بلا هوية نتغنى بصنيع غيرنا ونفتخر به و نقيم له الاحتفالات و ننسى صنيعنا و نتجاهله و نعتبره عدم ..
أي فخار فى هذا ..
أى فخار فى الذل و الهوان ..
فى الجوع و الحرمان ..
فى الاستعباد و قد خلقنا أحرارا ..
لماذا نسينا ديننا , و عبدنا حاكمنا أو كل من يحكمنا ..
نسينا الله ، خالقنا الذى نعبده ..
تهاونا فى الدفاع عن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم عندما أهين ، لماذا ..؟
لا أعلم و لا أعتقد أن أحد غيرى يعلم فالعلم لله وحده سبحانه و تعالى ..
طوفان من اليأس و الإحباط خاصة بين الشباب و بالأخص النشء ما نحن فيه لهو الدمار الشامل هو عين الدمار..
الى متى يستمر ذلك نريد فخرنا ..
نريد عزتنا ..
نريد عقولنا ..
نريد أبطالنا و لا اقصد أن نبتكر بطلا كغيرنا فتاريخنا ملئ بالأبطال الذين هم قدوة مشرفة يمكن للشباب أن يقتدى بها فى شتى المجالات..
نريد أن نصنع أمه و هذا ليس بالشئ الهين و لنلقى نظرة الى منتصف القرن الماضى , خرجت الدول من الحرب العالمية الثانية مدمرة ، مسحوقة ، لا اقتصاد لها لا بنية فيها , لا شئ على الإطلاق لكن شعوبها أصرت على أن تصنع أمتها مرة أخرى بنفسها و لقد نجحت تلك الشعوب فى صنع أمتها و فشلنا نحن فى ذلك على الرغم من أننا نمتلك مقومات الصنع ما يفوقهم ألاف المرات ..
لقد رفضنا أن نركب قطار التقدم حتى أصبحنا نسير بعربات تجرها الحمير و العالم من حولنا يغزو الفضاء ..
أفسدنا كل ما هو جميل فى حياتنا وأصبحنا نتباهى بكل ما هو قبيح مدسوس لنا ..
ابتغينا العزة بغير الله فأذلنا.
لماذا أصبح فعلنا هو الكلام و لا شئ غيره ..؟
هل نحن عجزة .. أم ماذا.. ؟
و ليكن كم من عاجز طور و ابتكر و أبدع و لكن للأسف لسنا بعجزة ..
إننا هباء فقدنا كل قدراتنا و مقدراتنا إلا قدرة واحدة فى طريقها الى الزوال هى الأخرى ألا و هى القدرة على الكلام ..
الى متى...

                                                         
                                                                  تمت بحمد الله