الاثنين، 2 مايو 2011

الرحمة


نحلم..
نخطط..
نعلم..
نريد..
ولا نفعل إلا ما يراد بنا أن نفعله..
لماذا..؟
إنها المشيئة الإلهية ..
إنها الأفعال التى حفظت باللوح المحفوظ  فى زمان و مكان لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى ، و لا تستطيع عقولنا المتواضعة مهما بلغت من درجات العبقرية و الإدراك أن تصل إلى الاستيعاب ..
نعم..
أن تصل إلى استيعاب القدرة الإلهية ، تلك القدرة التى أوجدت و أبدعت ما تعجز أعتى العقول عن استيعابه , و حتى و إذا استوعبت فهى تستوعب ذلك بالقدر المحدد لها .. 
أمور شتى قد تدفع بالعقل إلى الجنون أو الإلحاد أو الإيمان الشديد من كثرة التفكير بها..
و لكن هناك أحد تلك الأمور التى نعجز نحن البشر عن استيعابها على الرغم من أننا نطلبها و نريدها بشدة فى حياتنا ..
إنها الرحمة..
نعم..
الرحمة..
المتصفة و المشتقة من ذات الرحمن سبحانه و تعالى ، التى حثنا جل شأنه عليها و أن نعمل و نتواصل بها , و لكن للأسف نسيناها أو تناسيناها أو أنسانا إياها الشيطان ..
لم..؟
لأن مبلغ همنا أصبح الحياة الدنيا ..
نعم..
 حياتنا الدنيا فقط ، تلك الحياة الفنية الزائلة التى نقضى بها سويعات قليلة نستهلكها فى الابتعاد عن الدهور الطويلة من النعيم من الأبدية من الخلود فى الحياة الباقية ، الحياة الدائمة ، فى ظلال الرحمن عز وجل شأنه..
لقد أوصانا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أن نغنم دنيانا كما نريد نغنم أخرانا..
لكن..
اختلطت المفاهيم ، و أصبح الغرض من غنم الدنيا هو سكنى القصور , و ارتداء الثياب الفاخرة , و اقتناء الحلى النفيسة , و أن نركب أفخم وسائل النقل الحديثة , و أن نجنى المال الوفير الذى يؤمن لنا التمتع بكافة المتع الدنيوية الزائلة..
و فى سبيل ذلك نسحق كل ما يعوق طريقنا أيا كانت هويته أو كينونته ، شعارنا أنا ثم يأتى من بعدى الطوفان..
مبدأ توحشى بغيض خال من الرحمة ، التى سحقناها فى قلوبنا , التى سحقناها فى حياتنا ..
سحقنا كل من يستحق الرحمة..
لماذا..؟
لأننا لا نريد أن نتراحم..
بنينا الظلم و الغدر و الطغيان , و دعمنا ذلك , و قويناه بالقسوة التى أساس كل الشرور حتى صارت كائنا مخيفا لا نستطيع ردعه..
نعم القسوة..
لقد قست قلوبنا فنسينا مقلب تلك القلوب ..
قست قلوبنا فظلمنا و بغينا و طغينا..
نسينا أننا فى هذه الدنيا مسافرون فى قطار و من تأتى محطته يترك القطار وينزل إلى حيث يكرم أو يهان..
نعم..
فعلنا ما نريد بكل حرية و إرادة أصيلة ثم ذهبنا إلى حيث نحاسب على ذلك كله و يا له من حساب ..
لماذا..؟
لماذا نتحاسد و نتباغض..؟
لماذا نكره..؟
لماذا نقسو..؟
لماذا تركنا ديننا و اشترينا دنيانا..؟
لماذا نفعل ذلك كله..؟
لماذا ابتعدنا عن الله عز وجل..؟
التساؤلات عديدة لا نهاية لها ..
و عندما يصيبنا ضيق أو هم نرتمى فى أحضان المنكرات و الملذات  فى أحضان الشيطان , و ننسى ملك الملوك ، مالك الملك ، من هو أرحم بنا من الأم برضيعها..
نسينا أن من لا يرحم لا يرحم.
                                                                   تمت بحمد الله