الاثنين، 5 مارس 2012

دور الأمن المركزى المصرى فى حرب 73

إلى كل من يحاول التقليل من شأن الشرطة كافة و الأمن المركزى خاصة و إلى كل من يحاول النيل من سمعة الأبطال الذين بذلوا الدم و لا يزالون فى سبيل مصر الوطن الأم التى لا يدوم فرحها إلا لقليل و التى من الواجب علينا جميعا أن نسهم فى رسم البسمة على محياها الجميل و أن نعطى بلا مقابل و لا انتظار للثمن فكل غال لها رخيص يهون من أجل أن تظل راياتها خفاقة و أن تظل هى الدرع الذى يحتمى به الجميع و الذى تتحطم عليه كل الصعاب و الضربات و تنحنى عنده كل رايات الأعداء فى خضوع و ذلة صور من نور لبطولات الشرطة المصرية فى حرب العزة و الكرامة حرب الجهاد المقدس حرب العاشر من رمضان 1393هـ السادس من أكتوبر 1973م
بقلم احد أبطالها اللواء سيد عدنان و الذى يعجز قلمى المتواضع عن صياغة تلك الذكريات و لكن انقلها كما هى كما كتبها بقلمه و الذى أصبح بعد ذلك من قادة الأمن المركزى ذلك الجيش الأسود القاهر للعدا الذى لم ينل حتى هذه اللحظة حقه فى الاعتراف بدورة فى حماية ربوع مصرنا العزيزة.


أيام فى الذاكرة حفرت بأسطر من نور
عن حرب  6  أكتوبر 1973 م العاشر من رمضان 1393 هـ
ودور الشرطة والأمن المركزى بها
--------------------------------------------------------------

ما أحوج مصرنا الغالية اليوم أن نتوحد ونستلهم روح نصر أكتوبر المجيد .... إن الإلتزام بروح السادس من أكتوبر عام 1973 م ــ العاشر من رمضان سنة 1393 هـ  بعون الله فيه إنقاذ لمصر لحاضرنا ومستقبلنا  ...  ياشباب مصر من مختلف الأطياف والأنماط  إن أروع ما كشفت عنه حرب أكتوبر أن مصر كلها كانت جبهة  قتال موحدة ، القوات المسلحة فى المواجهة ومن خلفها الشعب والشرطة وكل هيئات ووزارات الدولة فى ذلك الوقت ، وتنوعت الأدوار والمهام ولكن كان الهدف واحدًا ، وهو استرداد العزة والكرامة التى تم انتهاكها فى نكسة يونيو 1967 م  ، وكشفت الأحداث التى سبقت النكسة وما تلاها حتى تحقق النصر العظيم  عن أدوار بطولية لرجال الشرطة  تجلى فيها التحامهم  مع رجال المقاومة الشعبية ومع رجال القوات المسلحة .

ومن يسترجع التاريخ ومن عاصر تلك الأحداث يتذكر أنه أثناء التحضير للحرب كلف الرئيس الراحل أنور السادات السيد ممدوح سالم مسئولية وزارة الداخلية ، فى مايو 1971 أثناء تصفية مراكز القوى التى كانت تستهدف الانقلاب على الشرعية ،  وكان أول ما فعله السيد ممدوح سالم  فى ذلك الوقت هو وضع خطة تأمين للجبهة الداخلية لخوض حرب العبور.
وبدأت بالفعل التدريبات القتالية لسرايا الأمن المركزى إعتبارا من مايو 1973 م وشمل التدريب عمليات الكمين والإغارة وتمييز طائرات العدو ومقامومة الهابطين بالمظلات والدوريات الجبلية والصحراوية وشارك فى عملية التدريب بقطاع ناصر للأمن المركزى ضباط التدريب بمركز تدريب الضباط  ( النقباء / أحمد رفعت ــ وأحمد عزب ــ ومحسن العبودى ــ وأحمد جاد ) .....

وقبل الحرب بأربعة أيام عقد السيد  ممدوح سالم إجتماعا بالمسئولين عن قطاعات الدولة  ومديريات الأمن والأمن المركزى والأجهزة الأمنية المختلفة  لوضع خطط ثابتة لتأمين البلاد إذا اندلعت الحرب. وكان ممدوح سالم فى مكتبه (بلاظوغلى) بمبنى وزارة الداخلية على اتصال دائم بالرئيس السادات ، ولم يغادر الوزير مبنى الوزارة إلا للاجتماعات المهمة مع قيادات الدولة. وعلى الفور إتخذت كافة الأجهزة الأمنية دورها بعد أن  تم رفع درجة الاستعداد وتأمين الموانى والمطارات والمنافذ البحرية والبرية والجوية وتأمين المنشآت الهامة والمرافق الحيوية فى الدولة والعمل بالخطط الموضوعة التى أقرها وزير الداخلية .
وكانت الخطط الأمنية الموضوعة تعطى اهتمامًا بالعناصر الشرطية والمواقع الأمنية فى مدن القناة ( السويس والإسماعيلية وبور سعيد ) المجاورة لمنطقة أرض سيناء الغالية والتى كان معظمها مهجرا فى ذلك الوقت ... وكان السيد وزير الداخلية ممدوح سالم على اتصال بمديرى الأمن بالمحافظات التى تتعرض للمعارك مؤكدا لهم أنه لابد لعناصر الشرطة من الالتحام فيها لإتمام النصر ومشاركة المقاومة الشعبية التى تؤازر قواتنا المسلحة.

دور الشرطة فى معارك السويس خلال أكتوبر 73 :

كان اقتحام مدينة السويس أول آمال العدو خلال حرب أكتوبر 1973 م   ولكن ملحمة قوات مصر من الجيش والشرطة والشعب والكفاح المشترك رده على أعقابه ودحره بعد تكبيده الكثير من الخسائر فى الأرواح والعتاد.
فقد عاشت مدينة السويس أيامًا تاريخية بين 22 أكتوبر 1973 م ــ   حتى 29 يناير 1974 م   تقاتل العدو وتدمره وتتمسك بانضباط السلوك القومى المحقق للصمود. فلقد خرق العدو اتفاقية إطلاق النار وتكررت محاولاته حتى وصل لمشارف السويس يوم 23 أكتوبر 1973 م وأحاط بها وعندئذ بدأت المدينة الباسلة تنظم دفاعاتها بحسب الخطة الدفاعية مع دعمها بأطقم اصطياد الدبابات من الفرقة 19 وقوات الصاعقة ووحدات الشرطة المجهزة وأفراد الدفاع الشعبى ...  ومن القاهرة يصل إليهم  صوت الرئيس الراحل السادات عبر الأثير للسويس )   لا تسليم القتال حتى آخر رجل.. .. الله معكم  )..
وفى يوم 23 أكتوبر 1973 م عقد ضباط الشرطة اجتماعًا بمبنى قسم شرطة الأربعين لمناقشة وسائل التصدى إذا ما حاول العدو  اقتحام المدينة بالدبابات واقترح وقتها النقيب عاصم حمودة من ضباط قسم الأربعين  أن يذوب رجال الشرطة بين أفراد الشعب مشاركين إياهم المقاومة الشعبية ثم حث الجميع على التبرع بدمائهم والعمل على جمع القادرين على حمل السلاح وأقسم الجميع على الفداء......     وفى الساعة السادسة والربع من صباح اليوم التالى بدأت طائرات العدو فى قصف السويس بكثافة للإرهاب وبذر بذور اليأس فى نفوس المواطنين تمهيدًا لاقتحامهم المدينة واتجه العديد من المواطنين إلى مسجد الشهداء يلوذون ببيت الله ، فما كان من النقيب حسن أسامة إلا أن دخل المسجد واعتلى المنبر ليشيد بأهل السويس ويخاطبهم بحماس ويحثهم ويدعوهم إلى المزيد من العطاء ، فتسابق الجميع بالخروج حاملين أسلحتهم متوجهين إلى منافذ المدينة للمشاركة فى القتال. أما من لم يكن يحمل سلاحًا فقد شارك فى إطفاء الحرائق كما راح المسنون يرشدون المواطنين إلى الملاجىء ويساعدون فى إخلاء الأحياء من المواقع التى كان يقذفها العدو، وغير ذلك من الجهود التى كانت مثلاً رائعًا للتناسق والتلاحم بين الشرطة والشعب. وفى نفس الوقت توجه النقيب عاصم حمودة إلى مستشفى السويس ، وكان قد تجمع هناك بعض المواطنين يطالبون بتسليمهم الأسلحة الموجودة بغرفة المسئول العسكرى بالمستشفى ، كما تجمع عدد من المصابين يحاولون الخروج للاشتراك فى المقاومة ويتدخل الضابط لتوزيع الأسلحة على القادرين ليكون منهم مجموعة مقاتلة خاصة. وقد انتشر فى ذلك الوقت نبأ تقدم دبابات العدو عبر طريق القاهرة - السويس إلى ناحية حى الأربعين، فاتجهت جماعات المقاومة إلى هناك حيث التقت مع مجموعة المستشفى واعتلى المئات من جنود القوات المسلحة والشرطة وأفراد الشعب مبانى الحى شرقى وغربى شريط السكة الحديد استعدادًا لمواجهة الدبابات المعادية وكانت حوالى 30 دبابة تتقدم نحو المدينة حتى وصلت إلى ميدان الأربعين فى حوالى الساعة 12 ظهرًا ، وفجأة أطلق أبطال المقاومة نيرانهم فأصابوا أول دبابة مما أعاق الطريق على المتقدمين واضطرت باقى الدبابات إلى الانحراف عن مسارها فاتحة بعضها إلى ناحية قسم شرطة الأربعين ، وراح الباقى يشتبك مع أفراد المقاومة، وازاء اشتداد المقاومة ارتبك العدو وهرول أفراده إلى قسم شرطة الأربعين محاولين الاحتماء واحتفظوا بالموجودين داخل القسم كرهائن يساومون بحياتهم فى محاولة يائسة للخروج من هذا المأزق، حيث أن فرصة المقاومة فى اصطياد أكثر من 50 جنديًا من جنود العدو يقابلها أرواح الرهائن المصريين وهى غالية وتباينت الآراء. فالبعض يرى محاصرة قسم الشرطة بدون هجوم حتى يستسلم العدو، بينما يرى البعض الآخر ضرورة الاقتحام مهما كانت التضحيات. وعلى هذا الرأى الأخير اتفق الرائد نبيل شرف نائب مأمور قسم السويس والنقيب عاصم حمودة وتولى الثانى قيادة محاولة الاقتحام واضطلع الأول بمهمة التغطية وبدأت المعركة فاستشهد فيها الرائد نبيل شرف متأثرًا بإصابته وراح النقيب عاصم حمودة يطالب أفراد مجموعته بالثأر للشهيد متقدمًا نحو هدفه ويرافقه من رجال الشرطة الرقيب أول محمد سلامة حجازى، العريف محمد عبد اللطيف والعريف محمد مسعد والخفير محمد محمدين، ولكن الضابط أصيب برصاصة فى فخذه، واستشهد الرجال الأربعة المرافقون له وأسرع أحد الجنود بالضابط المصاب إلى المستشفى إلا أنه استشهد فى الطريق نتيجة قذيفة مدفع أصابت السيارة ...  وقد قام الرئيس الراحل أنور السادات  بمنح نوط الواجب من الطبقة الأولى  لاسمى  كل من الشهيدين شرطة  الرائد /  نبيل شرف والنقيب / عاصم حمودة . فى تلك المعركة تكبد العدو خسائر فادحة وتم أسر 68 ضابطًا منهم قائد القوة الغاشمة للعدو وعشرات الجنود، وتستمر المقاومة حتى يوم 29 أكتوبر حين وصلت قوات الأمم المتحدة، 


وقد استشهد من رجال الشرطة فى معارك السويس كل من الأبطال الآتية أسماؤهم :

الرقيب أول/ محمد سلامة إبراهيم حجازى ، والعريف/ محمد عبد اللطيف إسماعيل ، والعريف  محمد مصطفى حنفى ، والعريف / محمد على الشيتى ،  والعريف /  محمد سعد أحمد على ومعهم  8 من الجنود والخفراء فى بطولات اعترف بها العدو ذاته .
ففي مذكراته عن حرب أكتوبر ، قال حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق :" لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتي بدأ العالم الخارجي يتجه إلي الثقة بأقوالهم وبياناتهم ".  وفى شهادة زئيف شيف المعلق العسكرى الإسرائيلى في كتاب له بعنوان " زلزال أكتوبر"  قال " هذه هي أول حرب للجيش الإسرائيلي التي يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلي علاج نفسي فسهناك من نسوا أسماءهم . لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية . لقد أثبتت هذه الحرب أن علي إسرائيل أن تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت إسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا . لقد هزت حرب أ كتوبر إسرائيل من القاعدة إلي القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت علي السطح أسئلة هل نعيش على دمارنا إلى الأبد هل هناك احتمال للصمود فى حروب أخرى".  وكان قد تم حشد عناصر الامن المركزى لتأمين مداخل ومخارج مدينة القاهره مع طريق السويس وطريق الإسماعيلية والشرقية وأبوكبير وامكن لها نصب كمائن وغلق مداخل الطرق وتمركزت عناصر الامن المركزى على طول هذه الطرق مع اول بلاغ بوجود اقتحام لليهود للسويس واندلاع معارك السويس  .
 
دور الشرطة والأمن المركزى فى معارك الإسماعيلية أكتوبر 73 :

مع تصاعد العمليات العسكرية وبدافع الشعور الوطنى لأفراد الشرطة للمشاركة فى معركة الوطن تطوع كثيرون من أفراد الشرطة للاشتراك مع أفراد الصاعقة فى العمليات الفدائية بروح معنوية عالية وإيمان بضرورة البذل والتضحية فى سبيل كرامة الوطن وحماية كيانه. كما كان لقسم الدورية اللاسلكية دور بارز أشادت به قوات الصاعقة وسجلت وثائق المعركة مدى نجاح قوات الشرطة فى إحباط محاولات العدو لتعطيل أجهزة الرادار الحربية المصرية حين ألقت الطائرات الإسرائيلية كميات من الورق المفضض فى المجال الجوى بمنطقة القناة للتأثير على أجهزة الرادار ....  وتولت قوات الأمن المركزى بقيادة المقدم محمد رفعت التابعى قائد تشكيلات قطاع طرة والمتواجدة ضمن تشكيلات الأمن المركزى بالإسماعيلية إزالة كل ما ألقاه العدو. وهناك أيضًا الجهد واليقظة والكفاءة التى بذلتها قوات الشرطة التى أثمرت عن فشل العدو فى قطع خط إمداد قواتنا المسلحة الموجودة بالإسماعيلية وبورسعيد على طريق العباسة - الإسماعيلية حيث قامت قوات الأمن المركزى بتأمين هذا الطريق بنقاط متمركزة على طول  مسافة 50 كيلومترًا بإشراف المقدم محمد عز الدين أمين دون أن تتكبد أية خسائر على الرغم من محاولات العدو المتكررة .
 كما قامت قوات الأمن المركزى بالتحرك لتأمين جزيرة الفرسان بالإسماعيلية والتى تعرضت للغارات المكثفة حيث منعت احتلال الإسرائيليين لها ، كما تولى النقيب رفعت محمد أنور تأمين الحى الأفرنجى بالمدينة  بينما تمكن كل من الملازم أول إبراهيم زاهر والملازم أول سعد طه من احتلال مواقعهما بالجزيرة كأكمنة  متقدمة للإنذار المبكر فى مواجهة العدو الذى راح يتعامل مع هذه القوات فى محاولات باءت جميعها بالفشل ،  كما استعد النقيب خليل الصفطاوى لمرحلة  حرب المدن إذا ما حدث هجوم إسرائيلى على مدينة الإسماعيلية وتجهيز القوات بالبنادق الآلية والرشاشات والقنابل اليدوية والقذائف المضادة للدبابات والمدرعات تمهيدًا للالتحام مع قوات  العدو إذا ما دخلت المدينة وكلها جهود  أثمرت فى أن يعيد العدو حساباته ويتراجع عن اقتحام المدينة. وقامت الشرطة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمن القوات المسلحة فى المنطقة خلال المعارك الدائرة على ميدان القطاع الأوسط وركيزته العسكرية فى الإسماعيلية فأحكمت الشرطة رقابتها على مداخل المدينة وانتشر ضباط البحث الجنائى يدعمون نقاط التفتيش  وتركزت جماعات من قسم قوات الأمن فى مناطق محددة بالشوارع الواقعة على مشارف مركز الحركة للقطاع العسكرى مما ساعد على تحقيق الأمن الشامل بالمنطقة ، فلم تقع أية محاولات لتسلل مدنى أو تخريب داخلى طيلة فترة المعركة. وتصدت الشرطة للشائعات الهدامة وإستطاعت أن تجهضها فى مهدها وكان من بين تلك الشائعات ما ردده بعض الأفراد العائدين من الميدان ما توهموه من إصابتهم بغازات سامة أطلقها العدو وهى شائعات يمكن أن تنال من معنويات المقاتلين.
أما  عن قوات المقدم سمير فؤاد ورجاله من الأمن المركزى فحدث ولا حرج وكذا قوات الرائد كمى هيكل والتى كانت متاخمة لمنطقة الثغرة بالدفرسوار  ....  التى حاول العدو أن ينفذ منها للإسماعيلية لتوسيع نطاق الثغرة وإختراق القوات المصرية والإلتفاف من خلفها .

دور الشرطة والأمن المركزى فى معارك بورسعيد 73 : 

كانت قوات الشرطة فى بورسعيد بمختلف أجهزتها مثالاً للبطولة فى حرب أكتوبر  1973 م  حيث قامت قوات الإطفاء والدفاع المدنى  والإنقاذ فى بورسعيد وبورفؤاد بجهد كبير فى إفساد أهداف غارات العدو المكثفة على المدينة يوميا نتيجة ضرب قواعد الصواريخ بها كل يوم تقريبا حيث كانت تهاجمها الطائرات الإسرائيلية وهى منخفضة من جهة البحر فلا تكتشفها الرادارات وتقوم بقصف منشآت المدينة يوميا .. ولا شك لقد كان للجهد الكبير الذى بذلته أجهزة الشرطة     فى بورسعيد إبان المعركة نتائج كبيرة فى تلاحم الشرطة مع الشعب وقواته المسلحة حيث بذلت أجهزة الشرطة جهودًا مضنية فى عدة معارك لصد غارات وقذائف العدو، وقامت القوات بالمحافظة على الأرواح والأموال والتقليل من تأثير غارات العدو التى استخدم فيها القنابل الحارقة وقد كان لسرعة حصر إطفاء الحرائق وأعمال الإنقاذ أكبر الأثر فى تحقيق تماسك الجبهة الداخلية والنصر فى هذه الحرب....
بينما تولت تشكيلات الأمن المركزى فى بورسعيد والموجودة من يوم 16 أكتوبر 1973 م  بقيادة المقدم إبراهيم الشيخ والرائد فاروق شكرى والمتمركزة فى منطقة حى المناخ والقبوطى والجميل بالإشتراك مع القوات المسلحة فى عمل كمائن ليلية فى الحفر البرميلية على ساحل البحر لمواجهة محاولات العدو فى القيام بالإبرار البحرى بالضفادع البشرية أو بالإبرار الجوى خلف خطوط الجيش وقد نجحت القوات فى مهامها بدرجة أشاد بها السيد قائد الجيش الثانى فى ذلك الوقت كما أشاد سيادته فى خطابات رسمية بجهود كل من النقباء / ممدوح على وممدوح مصطفى والملازم أول محمد عبد الرشيد والملازم أول السيد عدنان والملازم اول جميل بركات والملازم أول محمد السعيد رشدى ...  لقد كانوا جميعا قدوة ومثل للعديد من الضباط فى جهدهم وتضحياتهم وبذل كل ما يستطيعون من أجل مصر .

ومصداقا لكل ما سبق عن دور الأمن المركزى بالتحديد فى حرب أكتوبر المجيدة وما بعدها ورد فى كتاب المعارك الحربية على الجبهة المصرية تأليف المؤرخ العسكرى جمال حماد ما نصه :
بالملحق 6
§         كيف التحمت الشرطة مع الجيش والشعب في حرب أكتوبر

على مر تاريخنا الحديث أثبت رجال الشرطة في جميع المواقف القومية أنهم أبناء أوفياء لمصر ووقفوا أثناء معارك الكفاح الشعبي ضد الاستعمار البريطاني الى جانب الشعب، ولم يترددوا في فداء وطنهم بالأرواح والدماء. وحينما اشتعلت ثورة 1919 وهب الشعب وراء زعيمه الخالد سعد زغلول ورفاقه الأبطال يطالبون – وهم الشعب الأعزل من السلاح – أقوى امبراطورية على ظهر الأرض في ذلك الوقت بريطانيا العظمى بانتهاء حمايتها وجلاء جيوشها كي تسترد مصر حريتها واستقلالها، أسهم أبناء الشرطة في حركة الكفاح الوطني ضمن طوائف الشعب. وكان من أروع ما قدمه بعض أبطال الشرطة، فتح مخازن أسلحتهم للمناضلين والثوار، وقدمت الشرطة شهداء أبرار كان في مقدمتهم الشهيد المقدم محمد كامل محمد مأمور أسيوط الذي أدانته محكمة عسكرية بريطانية بتهمة تمكين الأهالي من الحصول على السلاح من مخزن الشرطة بأسيوط، وصدر عليه الحكم بالاعدام ، وتم تنفيذ الحكم في 10 يونيو 1919 م .

معركة محافظة الإسماعيلية في 25 يناير 1952
في يوم الاثنين من أكتوبر عام 1951 ألقى مصطفى النحاس – زعيم الوفد ورئيس الحكومة وقتئذ – بيانه التاريخي امام البرلمان (مجلسي النواب والشيوخ) الذي أعلن فيه الغاء معاهدة 1936 والتفاقيتي 19 يناير و10 يوليو 1899 بشأن ادارة السودان. وبدأت منذ ذلك اليوم مرحلة رائعة من مراحل الكفاح الشعبي المسلح ضد العدو الغاصب والمحتل الدخيل، وشكلت من طلاب الجامعات وعمال مصر ومناضليها من الوطنيين عدة كتائب من الفدائيين أخذت في مهاجمة الثكنات والمنشآت داخل القاعدة البريطانية الضخمة التي كانت تمتد على طول قناة السويس من بورسعيد شمالا حتى السويس جنوبا. ودارت معارك حامية بين قوات الفدائيين وقوات الاحتلال خسر فيها البريطانيون خسائر مادية جسيمة وسقط فيها من المصريين عدد كبير من الشهداء والمصابين.
ولقد أثار انضمام قوات الشرطة الى القوى الشعبية في كفاحها الوطني وقيامها بالرد – رغم أسلحتها الضعيفة – على اعتداءات القوات البريطانية على الأهالي، ثائرة القيادة البريطانية ، فاعتزمت الثأر من رجال الشرطة والتخلص من وجودهم في مدن القناة، وأعدت لذلك عدوانا غاشما سيظل – مدى الدهر – وصمة عار في جبين بريطانيا . ففي فجر يوم الجمعة 25 يناير 52 تحركت قوات بريطانيا ضخمة – تقدر بسبعة آلاف مقاتل - من معسكراتها الى شوارع الاسماعيلية ، وكانت تضم عشرات من الدبابات والعربات المدرعة ومدافع الميدان وعربات اللاسلكي. واتجهت هذه التجريدة العسكرية الكبيرة الى دار محافظة الاسماعيلية وثكنة بلوكات النظام التي تجاورها ، واللتين لم يكن داخلهما أكثر من 850 فردا حيث ضربت حولهما حصارا محكما. وقدم القائد البريطاني الجنرال اكسهام في منتصف الساعة السادسة صباحا انذارا الى ضابط الاتصال المصري المقدم شريف العبد طلب فيه ان تسلم جميع قوات الشرطة وبلوكات النظام بالاسماعيلية أسلحتها، وأن ترحل عن منطقة القناة في نفس اليوم بكامل قوتها، وهدد باستخدام القوة في حالة عدم الاستجابة لما جاء في انذاره. وقام اللواء أحمد رائف قائد بلوكات النظام وعلي حلمي وكيل المحافظة بالاتصال على الفور بوزير الداخلية وقتئذ فؤاد سراج الدين في منزله بالقاهرة، فأمرهما برفض الانذار البريطاني ودفع القوة بالقوة والمقاومة حتى آخر طلقة وآخر رجل.
وفي الساعة السابعة صباحا، بدأت المجزرة الوحشية، وانطلقت مدافع الميدان ومدافع الدبابات تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة. وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا أوقف الجنرال إكسهام الضرب لمهلة محدودة لكي يعلن على رجال الشرطة المحاصرين في الداخل انذاره الأخير، وهو التسليم والخروج رافعي الأيدي وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته سوف تستنأنف الضرب بأقصى شدة. وتملكت الدهشة القائد البريطاني المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ في وجهه في شجاعة وثبات :لن تستلموا منا إلا جثة هامدة".
واستنأف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المباني حتى حولتها الى أنقاض، بينما تبعثرت في أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء. ورغم ذلك الجحيم المستعر ظل أبطال الشرطة صامدين في مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة لمدة ساعتين كاملتين مدافع الميدان من عيار 25 رطلا والدبابات السنتوريان ذات المدفع عيار 100 مم ونيران أقوى الفرق البريطانية من مشاة الكاميرون والهايلاندرز حتى نفذت ذخيرتهم. وقد سقط في ميدان الشرف في هذه المعركة من جنود الشرطة 50 شهيدا وأصيب منهم نحو 80 جريحا وسقط من البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا. وأسر البريطانيون من بقى على قيد الحياة من الضباط والجنود، وعلى رأسهم الجنرال إكسهام أن يخفى اعجابهم بشجاعتهم، فقال للمقدم شريف عبده ضابط الاتصال: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف، واستسلموا بشرف، ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا".

رجال الشرطة في معركة السويس في 24 أكتوبر 1973
نتيجة للعبور الاسرائيلي الى غرب القناة ليلة 15/16 أكتوبر وتقدم الفرقة المدرعة بقيادة الجنرال ابراهام أدان يوم 19 أكتوبر في اتجاه السويس على محور طريق المعاهدة ، وجدت المدينة نفسها فجأة على خط المواجهة الأمامي مع العدو دون سابق اعداد أو انذار، وواجه جهاز الشرطة الذي كان يرأسه اللواء محيي خفاجي مدير الأمن موقفا لم يسبق أن واجهه أي جهاز للشرطة في مصر من قبل ..... . ويكفي أن المدينة التي كان تعدادها منذ بداية حرب الاستنزاف عام 68  لا يتجاوز خمسة آلاف فرد ، كان معظمهم من الجهاز الحكومي ورجال الشرطة والدفاع المدني وموظفي وعمال شركات البترول والسماد بالزيتية ، زاد عدد سكانها في خلال ثلاثة أيام فقط بعد الزحف الاسرائيلي في اتجاه الجنوب حتى بلغ أكثر من عشرين ألف فرد وحدثت هذه الزيادة المفاجئة بسبب لجوء آلاف حاشدة الى المدينة كان معظمهم من العسكريين من المؤخرات الادارية وكذا من المدنيين من مواطني القطاع الريفي ، في محافظتي الاسماعيلية والسويس وقد اضطر هؤلاء الى دخول السويس بعد أن أغلقت القوات الاسرائيلي – رغم سريان قرار وقف اطلاق النار – جميع الطرق المؤدية إلى الشمال والغرب والجنوب.....    وقد سبب وصول هذه المجموعات الضخمةمن المواطنين الى داخل السويس فجأة ارتباكا للمسئولين بالمدينة ، وخصوصا رجال الشرطة ، فقد وجدوا أنفسهم مطالبين بايجاد أماكن ايواء خالية لهؤلاء الوافدين مع حرصهم الشديد في نفس الوقت على ألا تقتحم أي جماعة منهم بدافع الضرورة مساكن أو متاجر سكان السويس الغائبين الذين تم تهجيرهم الى مدن أخرى خارجها عام 1968 م . ورغم هذه المهمة الشاقة تمكن جهاز المحافظة بالتعاون مع رجال الشرطة من تدبير اقامة هؤلاء الوافدين في المساكن الخالية ، ومن توفير وسائل اعاشتهم رغم ندرة الموارد والمؤن وقتئذ.... وعندما علم المسئولون بالسويس مساء يوم 23 أكتوبر أن الدبابات الاسرائيلية وصلت الى منطقة شركات البترول بالزيتية بعد أن مرت على السويس من الخارج وأنها في طريقها الى ميناء الأدبية ، أخذوا يستعدون لتلقي الهجوم الاسرائيلي الذي قدروا أنه سوف يبدأ حتما في اليوم التالي .
وأصدر مدير الأمن تعليماته بالتأهب والاستعداد الى جميع أقسام الشرطة ووحداتها ، وأصبحت غرفة عمليات الدفاع المدني بميدان الأربعين التي كان يتولى ادارتها المقدم فتحي غنيم مقرا لقيادة الدفاع الشعبي ، وتأهبت أجهزة الاطفاء والانقاذ لأداء واجباتها خلال الغارات الجوية... وعندما اكتشف مدير الأمن ان المتطوعين للدفاع عن المدينة في حاجة الى السلاح ، أمر بفتح جميع مخازن الشرطة وأن تسلم الأسلحة والذخائر للقادرين على حملها واستخدامها .
وعلى أثر نجاح العدو يوم 23 أكتوبر في قطع الاتصالات السلكية في القاهرة ، أصبحت الشبكة اللاسلكية الخاصة بشرطة النجدة هي حلقة الاتصال الوحيدة بين السويس والقاهرة. وكان الرائد رفعت شتا يتولى هذه الوحدة اللاسلكية ويعاونه الملازم أول عبد الرحمن غنيمة وتحت قيادته 18 ضابط صف وجنديا .
وفي صباح يوم 24 أكتوبر، اقتحمت الدبابات الاسرائيلية مدينة السويس على ثلاثة محاور، وعندما أطلق بعض أبطال منظمة سيناء   قذائف آر بي جي-7 على الدبابات التي تتقدم الرتل المدرع الذي اخترق شارع الجيش ووصل الى ميدان الأربعين ، توقفت الدبابات الأمامية أمام قسم شرطة الأربعين بعد أن اشتعلت فيها النيران ، وقفز الجنود الاسرائيليون من أفراد أطقم الدبابات منها وأسرعوا الى المباني المجاورة يحاولون الاحتماء بداخلها ... ونجحت مجموعة اسرائيلية تتكون من حوالي 25 فردا في اقتحام قسم الشرطة واستطاعون بنيران رشاشاتهم السيطرة على القسم الذي كان في داخله عدد من ضباط الشرطة والجنود . وقد بذلت محاولتان بطوليتان من جانب رجال الشرطة لاسترداد القسم من الاسرائيليين ، وانقاذ الضباط والجنود الموجودين داخله من قبضة الاسرائيليين . وقاد المحاولة الأولى الرائد نبيل شرف، وقاد المحاولة الثانية النقيب عاصم حمودة على رأس قوة من رجال قسم شرطة السويس وقسم شرطة الأربعين ومن جنود وحدة قوات الأمن، ولكن المحاولتين لم يصادفهما النجاح واستشهد الضابطان ومعهما ستة من ضباط الصف والجنود .
وطوال يوم المعركة قام اللواء محيي خفاجي مدير الأمن بمرافقة بدوي الخولي محافظ السويس في جميع تحركاته ولم يفارقه لحظة واحدة..... وقد غادر المحافظ ومدير الأمن غرفة عمليات المحافظة في حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا ، بعد أن علما أن الدبابات الاسرائيلية على بعد 700 متر فقط من هذه الغرفة ، وانتقلا  معا الى بعض الأماكن الخاصة  بالأهالي  في  حي الأربعين ،  حيث قام المحافظ  بالاتصال هاتفيا  ببعض المسئولين عن المرافق  وبالمستشفى للاطمئنان على أحوال المدينة .
وعندما علم المحافظ ومدير الأمن ، أن الدبابات الاسرائيلية وصلت الى ميدان الأربعين اندفعا في شجاعة وثبات الى الميدان ، والتحما بالجماهير المحتشدة التي كانت تملأ كل أركانه. وعندما أصيبت الدبابات امام قسم الشرطة واشتعلت بالنيران ، غمرت الفرحة المحافظ ومدير الأمن ، واشتركا مع الجماهير التي احتشدت حماستها في ترديد الهتاف الذي انبعث من أعماق قلوبهم جميعا، وهو "الله أكبر، الله أكبر". وعلى أثر انتهاء المعركة وانسحاب باقي الدبابات مدحورة الى خارج السويس ، قام المحافظ  بالاتصال  بالمسئولين في القاهرة عن طريق وحدة  الشرطة اللاسلكية ليزف اليهم نبأ انتصار السويس الباسلة على الغزاة المعتدين ، بعد أن التحم الشعب مع الجيش والشرطة في أوثق عروة ، واتحدوا جميعا في ساحة الجهاد والشرف.
وكان يوم 25 أكتوبر مليئا بالأحداث ، فعندما وصل المحافظ في الصباح وبرفقته مدير الأمن الى غرفة الدفاع المدني ، تلقى انذارا من ضابط اسرائيلي تحدث اليه عن طريق الهاتف من شركة قناة السويس لتصنيع البترول.....  وكان الانذار يطالب المحافظ بتسليم المدينة في خلال نصف ساعة ، وأن عليه الحضور هو ومدير الأمن والقائد العسكري للسويس في سيارة عليها علم ابيض وبصحبتهم جميع المدنيين في المدينة الى الاستاد الرياضي ، واذا لم يتم ذلك في خلال نصف ساعة ، فسوف تضرب المدينة بالطيران ويتعرض كل سكانها للابادة. واتصل المحافظ هاتفيا بالرائد شرطة رفعت شتا قائد الوحدات اللاسلكية ، وطلب منه ابلاغ المسئولين في القاهرة بالانذار الاسرائيلي الذي تلقاه لتسليم المدينة.
وقام الرائد شتا في الحال بابلاغ الرسالة الى العميد محمد النبوي اسماعيل مدير مكتب ممدوح سالم رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقتئذ. وبعد مرور حوالي 20 دقيقة تلقى الرائد شتا رد القاهرة ، وكان نصه كما يلي : "لا تسليم .. بمعرفة المحافظ يتم الدفاع عن السويس، وعلى المحافظ ومدير الأمن الانضمام الى المقاومة الشعبية".....  وعندما أبلغ الرائد شتا نص رسالة القاهرة الى المحافظ أجابه قائلا: "خلاص حاننضم للمقاومة الشعبية ونموت شهداء". وعندما علم مدير الأمن بمضمون الرد قال: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" ونظرا لأن انباء اتصالات الاسرائيليين بالمحافظ وتقديمهم اليه انذارا بالتسليم قد انتشرت بين كثير من المواطنين وأحدثت بلبلة شديدة ، فقد طلب المحافظ من المقدم شرطة فتحي غنيم رئيس قسم الدفاع المدني والحريق أن يتجول في سيارة في شوارع المدينة ، وأن يذيع على الناس بمكبر الصوت أن المحافظ قد رفض الانذار الاسرائيلي بتسليم السويس وأن المدينة ستقاوم .
وقد ظلت وسائل الاتصال اللاسلكية بين السويس والقاهرة تعمل بدقة وكفاءة عن طريق الوحدة اللاسلكية للشرطة منذ أن انقطعت جميع وسائل الاتصال الهاتفية بين السويس والخارج يوم 23 أكتوبر. ولكن هذه الوسيلة الوحيدة لم تلبث أن انقطعت يوم 26 أكتوبر ،  فقد تمكن  العدو  من الاستيلاء على مبنى الوحدة الذي كان يقع في مكان منعزل خارج المدينة ، وقام بأسرالرائد /  رفعت شتا والملازم أول عبد الرحمن غنيمة والطاقم الذي كان يعمل معهما من ضباط الصف والجنود بعد أن أدوا واجبهم بشجاعة وشرف.
هذا ، وقد قامت هيئة الشرطة بالسويس منذ بداية حرب أكتوبر ، وخلال الحصار الذي فرضه العدو على المدينة لمدة مائة يوم ، بكل ما طلب منها أداؤه من أعمال ومهام رغم أن كثيرا منها كان يفوق طاقتها وامكاناتها ، وبعضها لم يكن أصلا من اختصاصها ، وذلك ادراكا من رجالها لواجبهم الوطني واستجابة لشعورهم الانساني والأخوي نحو بني وطنهم ،  وقد أدى  ذلك  في النهاية الى ايجاد روابط وثيقة بين أفراد الشرطة والمواطنين ورجال القوات المسلحة.

دور الأمن المركزي في حرب أكتوبر
في خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 73، أسندت الى جهاز الأمن المركزي مسئولية كبرى، وهي حماية مؤخرة القوات المسلحة وتأمين خطوطها الخلفية ضد أي عمليات للتسلل أو التخريب من جانب العدو. وقد قامت قوات الأمن المركزي باداء المهام الجسيمة التي أوكلت اليها بكفاءة بالغة ووطنية صادقة. وقد تم تكليف الأمن المركزي بأداء هذه المهام التي كان من المفترض تخصيص قوات عسكرية لأدائها نظرا للمظهر العسكري المتميز لقوات الأمن المركزي وللمستوى المرتفع الذي بلغته وحداتها سواء في الانضباط أو التدريب أو التسليح ،  مما جعل هذه  القوات  أقرب ماتكون من جهة مظهرها وتشكيلاتها الى الجيوش النظامية.
وقد أسندت الى قوات الأمن المركزي خلال الحرب عدة مهام حيوية، كان أهمها وأخطرها ما يلي:
أولا – تأمين منطقتي الاسماعيلية وبورسعيد:
تم تشكيل مجموعة كبيرة من الأمن المركزي بقيادة العقيد لطفي عبد الفتاح عطية بهدف تأمين منطقتي الاسماعيلية وبورسعيد ، وكان اجمالي القوة 34 ضابطا و1196 من ضباط الصف والجنود. وقد ارسلت فور قيام القوات الاسرائيلية بالعبور من ثغرة الاختراق بالدفرسوار الى الضفة الغربية للقناة ليلة 15/16 أكتوبر. وتم تخصيص المهام المسندة اليها بالتنسيق بين قائدها واللواء أ. ح عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني. ونظرا لخطورة المناطق التي تقرر أن تتمركز فيها هذه القوات بالنسبة لقربها الشديد من ساحات المعارك غرب القناة ، فقد روعي تقوية تسليحها لاحتمال تعاملها مع قوات العدو ودباباته. وهكذا تم تزويد أفرادها علاوة على البنادق الآلية (التسليح الشخصي) بعدد من الهاونات 60 مم والرشاشات الخفيفة والبنادق ذات الوصلات (الإنرجا) المضادة للدبابات ، والقنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف والقنابل المضادة للدبابات (من طراز حسام (وتم تدريب ضباط الأمن المركزى الموجودين مع تشكيلاتهم فى بورسعيد والإسماعيلية على كيفية التعامل مع دبابات العدو بالقنابل طراز حسام وذلك بمعرفة ضباط من القوات المسلحة بالتنسيق مع الجيش الثانى الميدانى .
وكانت المهام التي أسندت الى هذه القوات تتلخص فيما يلي:
1 ــ  حراسة وتأمين طريق الاسماعيلية - القاهرة الزراعي الممتد شمال ترعة الاسماعيلية  ، وذلك في القطاع من مدينة الاسماعيلية شرقا حتى التل الكبير غربا ، مع التركيز على بعض النقاط المهمة على الطريق وهي (البعالوة – القصاصين – المحسمة – أبو صوير – الكوبري العلوي) والعمل على منع أي عمليات نسف أو تدمير من جانب العدو، وذلك عن طريق الكمائن ونقاط الحراسة الثابتة .
2 ــ  حراسة المنشآت والأهداف الحيوية في مدينتي الاسماعيلية والقنطرة غرب ومنطقة أبو خليفة ومنطقتى الكاب والتينة ومدينة بورسعيد .
3 ــ   تأمين الطرق الفرعية المؤدية الى طريق القاهرة – الاسماعيلية الزراعي وكذا القرى الواقعة في الاراضي الزراعية.
4 ــ  حراسة وتأمين المعديات المقامة على ترعة الاسماعيلية والاشتراك مع القوات المسلحة في تأمين الكباري على امتداد الترعة.
ثانيا – تأمين منطقة القاهرة:
تم تشكيل مجموعة من الأمن المركزي بقيادة العقيد عبد الرحيم النحاس، بهدف تأمين منطقة القاهرة. وكان اجمالي القوة 50 ضابطا و500 ضابط صف وجندي. وقد تم تخصيص المهام المسندة إليها بالتنسيق بين قائدها وقائد المنطقة العسكرية المركزية بالقاهرة. وكان أساس عملها هو استخدام الكمائن ونقاط الحراسة الثابتة لتنفيذ المهام التالية :
1 ــ   حراسة وتأمين وصلات الطرق الفرعية مع طريقي القاهرة – الاسماعيلية الصحراوي والزراعي.
2 ــ   حراسة وتأمين تفرعات طريق القاهرة – السويس.
3 ــ   حراسة وتأمين طريق القطامية الخلفي.
4 ــ   حراسة وتأمين مدخل حلوان من ناحية الطريق الجنوبي القادم من اتجاه خليج السويس.
5 ــ    حراسة وتأمين وصلات الطرق الفرعية من اتجاه منطقة القناة مع طريق القاهرة الاسكندرية الزراعي.
ثالثا - نجدة الأهداف الحيوية:
تم تشكيل مجموعة من الأمن المركزي بقيادة العقيد/ صلاح بهجت ، كانت تتكون من 30 ضابطا و6 سرايا قتالية ،  وكانت مهمتها الأساسية هي نجدة المنشآت والأهداف الحيوية بدائرة المنطقة المركزية وتدمير أي قوات ينجح العدو في إبرارها من الجو ... وكانت هذه المهمة مسندة من قبل الى وحدات من القوات المسلحة ، ولكن تقرر اسنادها الى قوات  الأمن المركزي   بعد أن أثبت جدارته في تأدية المهام العسكرية التي أوكلت اليه ، وذلك حتى  تتفرغ  الوحدات  العسكرية لمهامها القتالية في الجبهة .
طريقة الأداء:
حرصا على حسن أداء قوات الأمن المركزي الموكولة اليها ، تمت اقامة ملاجئ وقاية للأفراد ومواقع للنيران تشرف على طرق الاقتراب المهمة ، كذا تم احتلال الهيئات المرتفعة التي تتحكم في المناطق المحيطة بها لتسهيل تعامل القناصة مع أي متسللين أو مخربين ، كما تم تعزيز هذه المواقع بالأسلحة المضادة للدبابات... هذا وقد ظلت قوات الأمن المركزي باقية في مواقعها رغم صدور قرار وقف اطلاق النار يوم 22 أكتوبر وبعد صدور قرار بانشاء قوة الطوارئ الدولية ، ولم تغادرها الا في أواخر يناير  وأوائل فبراير  بعد سريان اتفاقية فض الاشتباك الاولى بين مصر واسرائيل يوم 25 يناير 74 في محادثات الكيلو  101  بطريق السويس .  
تقدير جهاز الأمن المركزي:
عقب انتهاء قوات الامن المركزي من اداء المهام والمسئوليات التي ألقيت على عاتقها خلال الحرب وعادت الى ثكناتها بعد أن أدت واجبها الوطني بجدارة واخلاص ، استحقت من القيادات العسكرية والسياسية الشكر والتقدير.
 وقد ارسلت القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة المنطقة المركزية وقيادة الجيش الثاني رسائل الى وزارة الداخلية وقيادة الأمن المركزي أعربت فيها عن تقديرها البالغ للدور الكبير الذي أسهم به رجال الأمن المركزي في المجهود الحربي . كما منح علم الأمن المركزي ، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى.......
وقد أشاد الرئيس الراحل السادات بدور الأمن المركزي ، فقد ذكر في الصفحة 277 من كتابه البحث عن الذات ما يلي : "عندما حاول الاسرائيليون الاستيلاء على مدينة الاسماعيلية لم يستطيعوا الوصول حتى الى مشارفها.... وكنت قد كلفت ممدوح سالم وكان في ذلك الوقت مسئولا عن المجلس الأعلى للدفاع الشعبي ، فأرسل 1000 فرد من قوات الأمن المركزي وهم مدربون على مستوى عال بأسلحتهم وعتادهم ، وكانوا على أتم استعداد ومعهم الجيش والأهالي لاستقبال الاسرائيليين ".

رابعا – تأمين وحراسة حدود مصر الشرقية بعد إنسحاب آخر جندى إسرائيلى عام 1982م

تنفيذا لنصوص معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية التي أبرمت في 26 مارس 79 وعلى أثر انتهاء المرحلة الأخيرة من الانسحاب الاسرائيلي عن أراضي سيناء الحبيبة يوم 25 أبريل 1982 م  ..  تم دفع قوات من الأمن المركزي مسلحين بالبنادق الآلية والرشاشات الخفيفة في الساعة الثانية عشرة ظهرا من نفس اليوم الى المنطقة ج والتي تحددت لتمركزها. وتحد هذه المنطقة غربا المنطقة ب التي تتمركز بها وحدات مصرية من حرس الحدود ، ويحدها شرقا الحدود الدولية التي تمتد من رفح على ساحل البحر المتوسط  شمالا حتى طابا  على  خليج  العقبة ، ثم بامتداد الخليج  حتى شرم الشيخ  جنوبا ،  وتبلغ مساحة  المنطقة ج حوالي 13000 كيلو متر مربع.
وقد اسندت الى قوات الأمن المركزي في هذه المنطقة المهام المستديمة التالية :
1 ــ  احتلال نقاط مشرفة على طول خط الحدود الدوليةبين سيناء والجانب الآخر .
2 ــ  القيام  بالواجبات العادية  الموكولة الى الشرطة ، وهي  المحافظة على  الأمن  والنظام داخل المنطقة .
3 ــ  منع أي محاولات لاختراق الحدود وكذا التسلل بأنواعه كافة ، بما في ذلك مكافحة التهريب.
4 ــ  حماية اراضي وممتلكات الدولة وتنفيذ القوانين واللوائح المصرية على الجميع. ولاداء هذه المهام بكفاءة ، تم اعداد ستة مواقع على طول خط الحدود لتمركز القوة الرئيسية التي تدفع منها النقاط الأمامية ، وهي المواقع هي :  (  رفح  –  القسيمة  –  الكنتلة  –  رأس  النقب  –  نويبع – دهب – شرم الشيخ. ) .وما زالت هذه القوات تمارس مهامها فى تلك المنطقة حتى يومنا هذا ....   
وأخيرا نستعرض أهم التصريحات التى نشرت وقيلت عن هذه الحرب المجيدة  :
في كتاب مصرى صدر مؤخرا بعنوان  " تاريخ اليهود " ،  يذكر مؤلف الكتاب أحمد فؤاد أن المخابرات المصرية كانت تعرف كل شيء عن الجيش الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر ، موضحا أن جنودا إسرائيليين عثروا خلال القتال  مع  المصريين في سيناء  على كتاب مكتوب  باللغة العربية أعدته المخابرات المصرية تحت عنوان "شخصيات إسرائيلية " ويتضح من غلافه أنه صادر في يناير 1973 وهو يحمل كلمة "سري" ووزعت المخابرات الحربية المصرية منه حوالى 3600 نسخة على القادة من ضباط الجيش المصرى  . وأكد أن محتوى الكتاب كان مفاجأة مذهلة للإسرائيليين حيث احتوى على أسماء وصور كل الضباط الذين كانوا يخدمون بالجيش الإسرائيلي  في هذا الوقت بدءا  من رئيس الأركان حتى رتبة رائد  وقد  كتب  بجوار كل صوره  نبذات عن حياته  ووظيفته وأحيانا  سمات شخصية واجتماعية عنه . الكتاب وصفته مصادر إسرائيلية بأنه مذهل ويكشف معرفة أدق التفاصيل حتى عن الضباط الصغار ، مما يؤكد أن الانتصار في حرب أكتوبر جاء نتيجة  للتخطيط بشكل علمى والجهود الخارقة للعقول والسواعد المصرية .

وتتوالى الاعترافات باعترافات أكثر إثارة اعترافات كثيرة لمسئولين إسرائيليين عاصروا الحرب تؤكد الهزيمة الساحقة للكيان الصهيوني رغم محاولة البعض هناك التقليل من حجم الإنجاز العربى عبر الترويج لأكذوبة الثغرة.  ففى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية  قالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل  : " لا شئ أقسى على نفسي من كتابة ما حدث في أكتوبر 1973 فلم يكن حدثا عسكريا رهيبا فقط ،  وإنما كان مأساة عاشت وسوف تعيش معي حتى الموت. إن صدمتنا لم تتمثل فقط في الطريقة التي كانوا يحاربونا بها ولكن لأن عددا من المعتقدات الأساسية التي آمنا بها قد انهارت أمامنا ...  فقد آمنا باستحالة وقوع حرب في شهر أكتوبر، وآمنا بأننا سوف نتلقى إنذارا مبكرا لكل تحركاتهم قبل نشوب الحرب ، وآمنا بقدرتنا التامة على منع المصريين من عبور قناة السويس. وقد إنهار ذلك كله فجأة .. يكفي أن أقول إنني لم أستطع أن أبكي .. لقد كانت خسائرنا تمزق قلبي" .
وفى تصريح آخر لها قالت : " إنقذونا .. الزلزال ، إنقذونا .. إنها القيامة ... إن خسائر إسرائيل تفوق خسائر الولايات المتحدة فى حروب الهند والصين التى استمرت عشر سنوات " .
أما مراسل جريدة الصنداى تايمز فقال : تحت مظلة المدفعية وفى حماية الضربات الجوية عبر المصريون فى زوارق مطاطية ليكتسحوا أى مراكز إسرائيلية قد تكون مسيطرة على النقاط المختارة لإقامة الجسور ، ووراء المشاة جاء المهندسون وكثيرون منهم مزودون بآخر طراز من الجسور العائمة التى يمكن نشرها بمعدل 15 قدما فى الدقيقة وبما يكفل إقامتها فى معظم أجزاء القناة فى ربع ساعة أو أقل ....
وفى تصريح له قال "   الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان   "رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة 
هذه الحرب توجه ضربة قاتلة لنظرية الحدود الآمنة حسب المفهوم الإسرائيلى .
أما موشيه دايان وزير الحرب الإسرائيلى خلال حرب أكتوبر ، قال في تصريح في ديسمبر 1973 م : "   إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وإن ماحدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون ، وأظهر لنا مالم نكن نراه قبلها وأدى كل ذلك إلي تغيير عقلية القادة الإسرائيليين . إن الحرب قد أظهرت أننا لسنا أقوي من المصريين وأن حالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بان إسرائيل أقوي من العرب وأن الهزيمة ستلحق بهم إذا اجترأوا علي بدء الحرب ...  هذا المبدأ لم يثبت ، لقد كانت لي نظرية هي أن إقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل وأننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا ولكن تبين لنا أن منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لإرسال الدبابات إلي جبهة القتال ثمنا غاليا جدا ، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا ".
وفي مذكراته عن حرب أكتوبر ، قال حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق :" لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتي بدأ العالم الخارجي يتجه إلي الثقة بأقوالهم وبياناتهم ".
شهادة أهارون ياريف
وفي ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس في 16 سبتمبر 1974 ، قال   أهارون  ياريف   مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق :" لاشك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء ، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب أجاب انظروا إلي مايجرى فى إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة على هذا السؤال ".
وفي نوفمبر 1973 ، قال أبا ابيان وزير خارجية إسرائيل خلال حرب أكتوبر :" لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر لذلك ينبغي ألا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي بل علي العكس فإن هناك شعورا طاغيا في إسرائيل الآن بضرورة إعادة النظر في علم البلاغة الوطنية . إن علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبتعد عن المبالغة".
وفي كتاب له بعنوان " إلى أين تمضى إسرائيل " قال ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق :" إن من اهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل فى مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنا باهظا حوالى خمسة مليارات دولار وأحدثت تغيرا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الإسرائيلية التى انتقلت من حالة الازدهار التى كانت تعيشها قبل عام ، غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى .. لقد انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم".


" وما النصر إلا من عند الله  ...."  صدق الله العظيم

شاهد على الأحداث 

لواء/السيد عدنان عبد السلام سيد