الاثنين، 9 أبريل 2012

الرمال البيضاء

فى ظلمة الليل ، وعلى شاطئ البحر الهادئة أمواجه ..
الممتلئ بالرعب كلما أوغلت النظر فيه و تركت لمخيلتك العنان لتتخيل ما به..
 مع بريق الزبد المختلط بالرمال..
تلألأت رمال الشاطئ البيضاء أثناء سيرى عليها لتضئ تلك الظلمة الموحشة ..
و التى اشتركت مع إحساس بالوحدة و الاشتياق لأسرتى فى إطلاق زفرة حارة من صدرى..
يخيل لمن يسمعها أنها ثورة بركان خامد ثار فجأة ليقذف بحممه الملتهبة ..
و إذا بى اسمع صوت ضحكة بريئة ..
ضحكة صافية ..
لم تعكرها هموم الحياة و أقذارها..
و إذا به يعدو متعثرا فى رمال الشاطئ بخطواته الصغيرة ..
يتعثر و ينهض..
ثم ينفض يديه الصغيرتان الجميلتان فى صفاء ثم يواصل عدوه ليلقى بنفسه فى أحضان والده ..
الذى ضمه إليه بكل سعادة الدنيا ..
بكل حنان موجود فى قلوب الأباء..
و على مقربة منهما تقف والدته مبتسمة و هى تضم يديها على بعضها كعادتها ..
و أنا أيضا ابتسمت لرؤية ذلك و تحركت نحوهما لكى ارقبهما عن كثب..
و لكن ..
فوجئت اننى على الشاطئ بمفردى و اننى لم أتحرك من مكانى قيد أنملة ..
ما هذا..؟
 ماذا يحدث ..؟
هل أتوهم..؟
لكن ..
هل هى الحقيقة و الوهم ..؟
نعم..
لقد رأيت بعقلى الباطن ما أريد أن افعله فى الواقع..
و تمنعنى ضغوط الحياة من فعله..
لقد رأيت أسرتى ..
لقد كنت أنا الوالد..
و الطفل الصغير هو ولدى..
 و الأم هى زوجتى ..
لقد أرانى عقلى ما أريد فعله و أكبته بداخلى بسبب ضغوط الحياة و العمل الغير أدمى الذى نعمل به ..
الذى يستهلك كل ما بنا دون رحمة ..
حتى أحاسيس دفء الأسرة ..
مظلومة هى أسرتى ..
لكن كلا ..
لقد تغير كل شئ الأن ..
لن أترك الحال هكذا ..
لن أترك أسرتى تحرم منى أو احرم منها و أنا على قيد الحياة ..
لن تكون علاقتى بهما مجرد أوهام جميلة أتمنى فعلها ..
لن يحدث ذلك أن شاء الله ..
و لن تكون أسرتى مجرد وهم يتبدد على الرمال البيضاء.

تمت بحمد الله
28 يناير 2009
     على شاطئ العريش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق