الأربعاء، 6 يوليو 2011

متى اصبحت خائنا

عند رؤيتى لتلك الحشود الغفيرة قادمة من بعيد ..
ادركت انها ليست مجرد مظاهرات ..
انها انتفاضة شعب تعجبت من طول صمته على الظلم ..
لحظة كنت انتظرها منذ سنوات و عندها لا يمكن ان اتخلى عن مبادئى التى ترعرعت عليها ..
لا يمكن ان امد يدى بالأذى لشعبى الذى اقسمت ان أحميه وأفديه بدمى و هنا انضممت اليهم و حملونى على أعناقهم و هتفنا سويا ..
تحيا مصر و الاكثر من ذلك يسقط الرئيس هل هكذا اصبح خائنا..؟
هل عندما اعود لثكنتى لحمايتها من أن تسرق و تنهب و يستغل السلاح الذى بها ضد أهلى و عشيرتى من شعب مصر
 العظيم  هل هكذا أصبح خائنا..؟
هل عندما أخرج مسلحا فى دوريات تجوب الشوارع فى ذروة الثورة لحماية المواطنين من تلك الجريمة المنظمةالتى تهدف الاضرار بمصالح مصر و شعبها بصورة لم تشهدها البلاد حتى فى احداث الارهاب  هل هكذا اصبح خائنا ..؟
لقد انتقل ابى الى الرفيق الأعلى فى تاسع ايام الثورة و انا فى مكانى لم أغادره دون ان اشهد معه لحظاته الاخيرة و ذهبت لأشيعه الى مثواه الاخير كالغرباء ثم عدت الى واجبى مرة اخرى هل هكذا اصبح خائنا..؟
لقد حضرت احداث الثورة منذ بدايتها فى يوم الخامس و العشرين و اصبت و أنا احمى اخوتى من الشباب الواقف معى من الذين جاءوا من خلفهم لضربهم و ضربنا غدرا
هل هكذا اصبح خائنا..؟
اننى لا اقول كلاما انافق به احدا انما هى شهادة حق أمام الله عز وجل و أمام الناس لا أبتغى بها اجرا الا من الله سبحانه وتعالى وحده اننا اول ضحايا النظام البائد و لا اريد ان ابالغ فى القول و ضحيه شعبنا الذى أًًٌَجبرنا على الوقوف أمامه و عندما تحولنا اليه أصبحنا خائنين ..
سؤال لم يطرحه أحد على نفسه ..
 ماذا لو كانت الثورة قد فشلت و العياذ بالله ..؟
ماهو مصير الضباط والأفراد و الجنود الذين انضموا الى الثورة و هتفوا مع الناس بملابسهم العسكرية و رتبهم و تم تصويرهم و هم محمولون على الأعناق يهتفون و يسبون النظام..؟
أجيب على ذلك .. الاعدام , و ضياع مستقبل أطفالنا و اهلنا و ذوينا جميعا .. كل من يمت لنا بصلة كان سيلعن اليوم الذى ولدنا فيه و اليوم الذى قررنا فيه أن ننضم لشعبنا ..
و عندما نجحت الثورة و الحمد لله .. اصبحنا خائنين.. منسحبين.. قاتلين..كيف أكون خائنا و انا منكم كيف أقف امامكم و اواجهكم كيف اقتلكم ..
الم تدر هذه التساؤلات بذهن احد ..؟
عندما التحقت بكلية الشرطة فى التسعينيات فى ذروة أحداث الارهاب و تساقط مئات الشهداء منا و من المدنيين من شعب مصر لم ألتحق بها لضعف المجموع و لكن للانضمام للحرب و الدفاع عن وطنى وشعبى و هناك الكثير من رفاقى هكذا تخلوا عن كليات القمة لنيل شرف الدفاع عن الوطن و شعبه الذى نحن منه مهما قيل فعلى أرض مصر و لدنا و ترعرعنا و لعبنا فى شوارعها و شربنا من نيلها و دافعنا عن كل شبر فيها بالغال و النفيس..
يبادرنى أحدهم قائلا ..
انك تريد جاه و سلطان و مال ..
اقول له اى جاه و انا اجابه الموت و أخرج من بيتى بإرادتى الكاملة و بكامل قواى العقلية متوجها لمداهمة البؤر الارهابية أوالاجرامية من تجار السلاح و المخدرات و البلطجية و رجال العصابات و انا على يقين تام اننى لن أعود فدائما ما يسقط أحد شهيدا خلال المواجهات ..
بم ينفع الجاه و السلطان مع أناس لا تخش الله حتى تخشاك..
تقول لى المال..
اقول لك اى مال هذا ..
 انه لا يكفى احتياج فرد لمده عشرة أيام فما بالك بأسرة ..
لقدكنت أعيش عالة على أبى رحمه الله ..
ثم اخى لتأت الى مقر عملى واطلعك على استمارة راتبى كاملا و ترى هذا المبلغ الذى اذا ذكرته لك لن تصدقه حتى لو رأيته بعينك ..
اقول لك اننا لانرى بيوتنا الا نادرا و لا نلعب مع اطفالنا الا عندما يمنون علينا بيوم واحد للراحة ..
اليست اسرنا وعائلاتنا من شعب مصر و لها حق فينا..؟
تساؤلات تبحث عن اجابة..
ماهو الاجبارو الضغط الواقع علي لكى اترك اسرتى وعائلتى و اطفالى بالاسابيع و الشهور دون رؤيتهم و تكون علاقتى بهم عن طريق الهاتف..؟
ماهو الاجبار الذى يجعلنى ارتدى ملابسى و احمل سلاحى و اخرج بكامل ارادتى و قواى العقلية لأواجه الموت ..؟
ماهو الاجبار الذى يجعلنى ابقى بموقعى حتى الان رغم الاتهامات الموجهه الى انا و زملائى ..؟
انه ليس جبرا من احد انما هو رباط فى سبيل الله وحده فعندما سئل الصحابى الجليل القعقاع بن عمرو رضى الله عنه من رسول الله صلى الله عليه و سلم ماذا اعددت للجهاد اجاب بلا تردد طاعة الله و رسوله و الخيل..
و نحن ايضا اعددنا طاعة الله و رسوله و الرباط فى سبيل الامة و الوطن..
اننا رجال اخترنا الموت مهنة لنا فلا يجوز مطلقا ان نطالب بثمن دمائنا..
اننا مصريون من شعب مصر و أقسمنا على حماية مصر و شعبها بأروحنا و دمائنا و كل غال و نفيس لدينا ..
فرفقا بأبنائك يا مصر ..
رفقا بفلذات كبدك يا شعب مصرالعظيم فإنهم لكم فداء.

                                                   تمت بحمد الله

هناك تعليق واحد:

  1. حلوة اوى يا احمد بس الخيانة مش بتبقى خيانة بلد بس الخيانة فى كل حاجة زى شخص حب حد اوى وتخيل انه حب عمره وبعدين بدون اى سبب تركه لوحده وهو عارف ان الشخص ده مستحيل يعيش من غيره دى مش خيانة؟

    ردحذف