الخميس، 24 مايو 2012

العيد


انتشرت جموع الشباب فى الشوارع و الطرقات ..
فى مظهر من مظاهر الاحتفال بالعيد..
 فلقد جرت العادة ان يخرج الناس ليلة العيد للاحتفال حتى الصباح الباكر ثم يصلون العيد ثم ينتشرون مع اهلم و احبتهم..
و هناك من يسافر للمتنزهات و المنتجعات و الشواطئ ..
و هناك من يترك اهله و عشيرته فى أسعد الايام ليؤدى واجبه فى خدمة وطنه..
يالها من مشاعر شاقة تلك التى يمر بها اولئك الناس فكل احداث حياتهم غير الاخرين ..
وكان هناك ذلك الطفل الصغير فى قطار الصعيد يجلس بجوار والده و يرقب الناس من خلف زجاج النافذة بالعربة ..
فهى المرة الاولى التى يجرب فيها هذا الاحساس ..
ثم اخذ يداعب كل الناس فى العربة فمنهم من تضايق منهم و منهم من بادله مداعبة اضطرارية لكونه طفلا ..
الا الشخص الجالس بجوارهم فبادله مداعبة بمداعبة و مزاح بمزاح بل اكثر من ذلك قام ليلعب مع داخل القطار..
شئ اثار دهشة الجميع خاصة ان الشاب يعمل ضابطا ..
لم يكن احد ليتخيل ذلك و عندما سأله الناس عن السبب ..
قال لقد حرم ابنى منى و من اللعب معى فى ليلة العيد فكيف احرم طفلا اخر يريد ان يلعب في نفس الليلة ..
مشاعر شتى كان الناس يشعرون بها و افكار عديدة..
 فهذا هو عيد الفطر العيد الذى يفرحون فيه بفطرهم ..
و لكن ما ينغص عليهم هذه الفرحة هو الجلوس فى القطار المعطل لوقت طويل ..
فقد كانت العادة فى هذا العام ان تتعطل القطارات و تتأخر عن موعدها ..
و بعد تحرك القطار جلس الطفل يرقب النافذة و يشاهد كل ما تقع عليه عيناه من مظاهر الاحتفال فى المدن و القرى او الاراض الخضراء او حتى الجبال التى يمر بها القطار ..
مشاهد ممتعة و مناظر خلابة .. الكل يلهوا و يلعب و صخب شديد ..
و فجأة غط جميع من بالقطار فى سبات عميق ..
و الطفل ينظر الى والده النائم بجواره و اخذ يملى عليه برغباته وطلباته التى يريدها ..
ابى اريد الذهاب الى المولد .. و ان تشترى لى كرة صغيرة حمراء و ان اركب السيارات فى الملاهى ..
ابى أجبنى ..
فيجبه صوت شخير والده الذى يغط فى نوم عميق كأنه لم ينم منذ قرون ..
ساد الوجوم على وجه الطفل قليلا ثم اخذ يردد مع نفسه فى مظهر احتفالى جديد ..
سأذهب للمولد و اركب السيارة و العب بالكرة .. كرة حمراء .. و اخذ العيدية ..
نقود جديدة .. و اخذ يضحك مع نفسه ثم غط هو ايضا فى سبات عميق و على وجهه ارتسمت ابتسامة بريئة..
لعله كان يحلم بما يريد او ان حالهم لا يسمح لوالده بتحقيق أمانيه ..
و لكن حتى الان لم يأتى العيد الحق الذى يفرح فيه الجميع..
مازلنا ننتظر .
                                                                 تمت بحمد الله
                                                                 19 سبتمبر 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق